تُعد تقنيَّة حكم الفيديو المساعد، المعروفة بالإنجليزية باسم الفار VAR، أول استخدام لتكنولوجيا الفيديو في كرة القدم من اجل الوصول إلى قرارات أكثر صوابًا في مباريات كرة القدم. تم اختبار النظام في كأس العالم في روسيا ومن ثم في كأس الاتحاد الإنجليزي، وكذلك في الدوريات الألمانية والإيطالية. وتم مؤخراً عقد مؤتمر للرهان على كرة القدم وتمت مناقشة العديد من الأمور وكان الأهتمام الرئيسي للحضور ينصَّب على تأثير تقنيّة الـ VAR في شعبيّة مراهنات كرة القدم اون لاين وخاصة الرهانات المُباشرة، كما تناول المُشتركون في المؤتمر مجموعة من القضايا المُختلفة؛ مثل ركود صناعة المراهنات الرياضية والابتكارات الجديدة ومدى تأثيرها على تنميَّة شعبيّة المراهنات الرياضيّة مثل الرهان على الرياضات الافتراضيّة والألعاب الإلكترونيّة، بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى مثل كيفيّة مُكافحة الاحتيال وغسيل الأموال داخل إطار المراهنات الرياضية.
ما هي تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) VAR؟
تُعد تقنيَّة حكم الفيديو المساعد Video Assistant Refereeing المعروفة عالميًا باسم VAR أول نظام تكنولوجي يدخل إلى ملعب كرة القدم ويستخدم هذا النظام لمُساعدة الحكام على اتخاذ قرارات عادلة وتجنب الأخطاء الفادحة التي تنتج عن عدم رؤيّة الحكم لحركة مُعينة أو للكرة في زاوية مُعينة.
قبل الـ VAR كان الحكام يتخذون قراراتهم ويطبقونها بشكلٍ فوري دون مُراجعة لكن بعد هذه التقنيّة أصبح من المُمكن للحكم أن يرجع في قراره ويُغيِّره إذا ثبتّ له صحّة العكس. ووفقًا للإتحاد العالميّ لكرة القدم FIFA فإن حكم الفيديو المساعد الـ VAR يتم استخدامه في 5 أمور أساسيّة فقط وهي:
- تحديد إذا كانت الكرة قد دخلت المرمى أم لا.
- مُراجعة قرار إحتساب هدف الناتج عن التسلل.
- مُراجعة قرار ضربة الجزاء.
- معرفة هل اللاعب يستحق بطاقة حمراء أم لا.
- مُراجعة قرار إظهار ورقة حمراء للاعب الخطأ (الهوية الخاطئة).
يتم استخدام تقنيّة الفار في هذه الحالات فقط نظرًا لما تتطلبه من وقتٍ طويلٍ تتوقف فيه المُباراة ويُمكن للحكم أن يُفضِّل عدم اللجوء إلى الـ VAR مُحافظةً على وقت المُباراة من الضياع.
تم تصميم هذه التقنيّة لتحسين عمليّات اتخاذ القرارات التحكيميّة وبالتالي جعل القرارات التحكيميّة أكثر إنصافًا وقد تم اختبار الـ VAR وتطبيقها في جميع أنحاء العالم على مُباريات كرة القدم وقد قوبلت الـ VAR بوجهات نظر مُختلفة، فهناك من رأوا أنها أنها تُساعد الحُكام على اتخاذ قرارات أكثر مصداقيّة وعدلًا بينما رأى آخرون أنها تجعل نمط اللعب بطيئًا ولم تُضِف جديدًا إلى اللعبة لأن الحكام لا يُغيرون قراراتهم إلا فيما ندر.
يتم التعامل مع VAR من قِبل فريق من ثلاثة مسؤولين، ومُهمة هذا الفريق هو مُراجعة قرارات حُكام المُباريات للتحقق مما إذا كان هناك تناقض بين ما حدث وبين قرار حكم المُباراة وإذا رأى هذا الفريق أن على الحكم تغيير قراراه فإنهم يتواصلون معه وبالتالي يلجئ الحكم إلى رؤية شاشة الـ VAR للتأكد من قراره.
تأثير حكم الفيديو المساعد (VAR) على مراهنات كرة القدم اون لاين
وفقًا لمسؤولي المراهنات الرياضيّة، فإن تقنيّة حكم الفيديو المساعد الـ VAR قد أعاقت خدمة المراهنات المباشرة وأضرَّت بها كثيرًا، فقد تم تطبيق هذه التقنيّة على كأس العالم السابق الذي أُقيم بدولة روسيا الإتحاديّة ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي وفي هذه البطولات الثلاث أحدثت تقنيّة الـ VAR تضاربًا كبيرًا في بيانات مواقع المراهنات الرياضيّة نتيجة لأن قرار الحكم سُرعان ما يتم إدخاله إلى مواقع المراهنات الرياضية اون لاين ثم يتم تعديله بعد ذلك بلحظات وهو أمر يُفقد المُراهنون الرياضيون ثقتهم في خاصيّة الرهان المُباشر. كنتيجة لذلك، أصبح من الصعب للغايّة على شركات الرهان الرياضي أن تضع نسبًا دقيقًا لعروض وخيارات الرهان المُباشر.
لم يتوقف تأثير تقنيّة الفار VAR عند هذا الحدّ بل وصل أيضًا إلى الإضرار بألعاب الكازينو التي يتم تقديمها عبر الإنترنت نظرًا لأن هناك العديد من مواقع المراهنات الرياضية التي تُقدِّم أيضًا ألعاب الكازينو على الانترنت وبالتالي عندما ينزعج المُراهنون الرياضيون يكون لهذا تأثيرًا سلبيًا على المراهنة على ألعاب الكازينو اون لاين وهو ما يتسبب في خسائرٍ أشد وطأة على قطاعات مُختلفة.
تضارب البيانات بسبب ال VAR يُفقد مواقع المراهنات الرياضية مصداقيتها
قال رئيس شركة المُراهنات الرياضيّة Sky Bet للجمهور في مُؤتمر الرهان على كرة القدم في لندن: "أن تقنيّة الـ VAR تسببت في التقليل من جودة تجربة المُستخدمين لمواقع المراهنات الرياضيّة، فقد مُنَّع مُستخدمون كثيرون من صرف أرباحهم بعد أن أتضح أن مواقع المراهنات الرياضيّة دفعت أرباحًا على أهدافٍ تم إلغائها بعد العودة إلى تقنية VAR".
على سبيل المثال، إذا قام المُراهن بوضع رهانًا على خيار التعادل السلبي بين الفريقينِ ثم سجَّل فريق ما هدفًا ولكن سرعان ما عاد الحكم إلى تقنية الفار VAR ليكتشف أن الكرة لم تتخطَ حدود المرمى وبالتالي فالنتيجة لاتزال التعادل السلبي بين الفريقينِ، عندئذ ونتيجة لهذا الإضطراب في البيانات الواردة من أرض الملعب فإن الموقع قد يعتبر أن المُراهِن قد خسر رهانه ولكنه في الحقيقة لم يخسر لأن الحكم قد رجع عن قراراه الأول، في حين أن هناك مُراهنين يُمكنهم أن يكونوا قد راهنوا على تسجيل أحد الفريقينِ هدفًا ويُمكنهم أن يحصلوا على أرباحهم ويسحبوها فيما يكون الحكم قد ألغى هذا الهدف بعد العودة للـ VAR.
علاوة على ذلك، فإن هناك مُباريات وبطولات يتم فيها تفعيل هذه التقنيّة ومُباريات أخرى لا يتم تفعيلها فيها وهي كلها أمور تتسبب في مأزق لصناعة المراهنات الرياضيّة على الإنترنت ولمواقع الكازينو أيضًا، خاصةً وأن الرهان المُباشر هو أهم أنواع الرهانات وأكثرها انتشارًا وشعبيّة بين المُراهنين في جميع أنحاء العالم.
ما مدى تقبُل الـ VAR بين اللاعبين والمُشجعين؟
بالنسبة للمُشجعين فلا يوجد شيء أسوأ من قرار ظالم للحكم، لذلك فإن تقنيّة الـ VAR مُفيدة لهم ولم يشعروا بكونها ظالمة أو مُجحفة بحقهم حيث تُعتبَّر القرارات الخارجية أكثر عدلًا بشكلٍ عام! لكن في حالات أخرى قد يشعر المُشجعون بأن هذه التقنيّة مُجحفة إذا صدر عنها قرارات تُضر بمصالح الفريق الذي يشجعوه. أما بالنسبة للاعبين فمن الواضح أن هذه التقنيّة لم تُثنيهم عن تصنع الإصابات للحصول على ضربات الجزاء، ولايزال اللاعبون يتجمهرون حول الحكام لإقناعه بتغيير قراره. لكن الرأي السائد بين المُحللين الرياضيين هو أن تقنيّة الـ VAR ستُعزز عدالة قرارات حكام كرة القدم وتقضي على الأخطاء التحكيميّة وستكون بمثابة "عين العدل الحارسة" في أرض الملعب.
وأخيراً نود ان نذكركم ان تقنية حكم الفيديو المساعد تؤثر بشكل سلبي على المراهنات المباشرة فقط وهذا الأمر يعتبر نادر الحدوث أيضاً.
