الموقف من قرار الاتحاد الفرنسي
تثير قضية تمكين اللاعبين المسلمين الصائمين من تناول الإفطار خلال شهر رمضان المبارك في فرنسا جدلاً واسعًا في الوسط الرياضي والمجتمعي. فقد أصدر الاتحاد المحلي لكرة القدم في فرنسا قرارًا يمنع إيقاف المباريات التي تتزامن مع أذان المغرب خلال شهر رمضان لتمكين اللاعبين المسلمين من تناول الإفطار، حفاظًا على حياد كرة القدم عن القضايا الأخرى.
وتتباين وجهات النظر بشأن هذا القرار في فرنسا، فمن جهة، يرى البعض أن هذا الحظر يتعارض مع حرية الممارسة الدينية والمساواة الدينية، وأنه يمثل تمييزًا ضد اللاعبين المسلمين، في حين يعتبر آخرون هذا القرار منطقيًا وموضوعيًا، بحجة الحيادية التي يجب على الرياضة الالتزام بها تجاه القضايا الدينية والشروط التي يجب أن يتم اللعب بها.
الجماهير تحتج على قرار الاتحاد الفرنسي
ومن جهته، عبر الجمهور المحلي لنادي باريس سان جيرمان عن عدم رضاهم عن القرار بطريقة فريدة، إذ رفعوا لافتة كبيرة قبل انطلاق مباراة الفريق مع ضيفه ليون، نددوا فيها بالقرار، وكتبوا على اللافتة "تمرة وكوب من الماء.. كابوس الاتحاد الفرنسي"، ويجدر بالذكر أن الدوري الفرنسي يحظى بجمهور كبير في فرنسا وفي العالم العربي، والذي يهتم بمشاهدة مباريات الدوري ويبحث الكثير من المشجعين عن أفضل مواقع مراهنات كرة القدم ليراهنوا على ناديهم المفضل.
وأيّد اللاعب الدولي الفرنسي السابق لوكاس ديني لاعب أستون فيلا الجمهور وانتقد القرار معبرًا عن غضبه عبر حسابه الخاص على "إنستغرام"، حيث قال "في عام 2023 يمكننا إيقاف المباراة لمدة 20 دقيقة من أجل مراجعة قرارات الحكام، ولكن يُمنع ذلك لمدة دقيقة واحدة من أجل شرب الماء!". وطالب ديني بضرورة السماح للّاعبين المسلمين بالافطار خلال فترة الصيام، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي عذر لتمنع الرياضيين المسلمين من الحصول على حقوقهم الأساسية.
وبالرغم من أن هذا القرار أثار غضب بعض الأنصار، إلا أن الاتحاد المحلي لكرة القدم أكد على ضرورة احترام قيم الجمهورية الفرنسية وحظر أي خطاب أو تصرف يحمل طابع ديني أو سياسي أو أيديولوجي. وجدير بالذكر أن هذه المسألة ليست جديدة في المجتمعات الرياضية العالمية، إذ سبق أن تم طرحها في العديد من الدول والأندية في السنوات الأخيرة، وقد تم اتخاذ قرارات متعددة في هذا الصدد، حيث تعتبر بعض الدول هذا الأمر حقاً أساسياً للرياضيين المسلمين، فيما ترى دول أخرى أن الحيادية والاحترام للقيم الثقافية والدينية لجميع الأطراف المشاركة هو الأساس.
الدوري الانجليزي يمنح فرصة الافطار للمسلمين
وفي الشهر الفضيل نرى هذا الموضوع هم محض نقاش وجدل فبينما تحظر فرنسا ايقاف المباراة لتمكن اللاعبين المسلمين من الافطار، تسمح نوادي اخرى عالمية وعربية ايقاف المباراة لدقيقة ليتمكن اللاعبين الصائمين من الافطار على غرار الدوري الإنجليزي الممتاز الذي أعلن في وقت سابق السماح للحكام بإيقاف المباراة لمنح اللاعبين فرصة للإفطار خلال المباريات. واعتراضًا على اقرار اقترح بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي على اللاعبين اللجوء إلى الخداع خلال اللعب والتظاهر بالإصابة لإيقاف اللعب والسماح لزملائهم الصائمين بالإفطارمثل ما فعل لاعب فيورنتينا، لوكا رانييري، في مباراة فريقه ضد انتر ميلان، فقد ادّعى الاصابة لكي يمنح زميله اللاعب المغربي، سفيان امرابط، دقيقة للإفطار.
في الختام، يجب أن يتم التفكير بعناية في هذه القضية، وتجنب أي تمييز أو اعتداء على حرية ممارسة الدين، مع الاحترام لقيم الحيادية والاحترام المتبادل للمعتقدات الدينية، إلا أن هذا القرار يمكن أن يُظهر عدم تفهم واحترام لمتطلبات اللاعبين المسلمين الذين يصومون شهر رمضان المبارك فلهذا القرار عواقب من الممكن ان تكون وخيمة مثل الإرهاق والتعب خلال المباراة.
وقد تمثل قرار الاتحاد الفرنسي خطوة للخلف بالنسبة للرياضة التي تتبنى العدالة والتسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات.