يعتبر مبنى ميدان الملحق بمضمار ميدان لسباق الخيل، والذي تم افتتاحه في عام 2010، أكبر مبنى في مدينة دُبي بالإمارات العربية المتحدة. ويشهد مضمار ميدان كل عام أكثر من سباق للخيول التي تهتم بها كافة مواقع مراهنات سباق الخيل عبر الإنترنت، ولكن يأتي في مقدمتها سباق دُبي الدولي الذي يعتبر من أغنى سباقات الخيل في العالم، حيث يقدم جوائز يصل مجموعها إلى12 مليون دولار، وما يجعل مضمار ميدان بهذه الأهمية، أنه يجمع عراقة الماضي وروعة المستقبل، بين التصاميم المعمارية المبتكرة المستقبلية، وبين عراقة سباقات الخيل التي يتجاوز عمرها آلاف السنوات، يتنافس فيه أفضل الفرسان وأفضل سلالات الخيل في أجواء مثيرة ومبهجة.
مبنى مضمار ميدان لسباق الخيل في دُبي
يُعد مبنى مضمار ميدان القابع في وسط الصحراء في منطقة ند الشبا، القريبة من قلب المنطقة التجارية في إمارة دُبي، وبالقرب من مطار دُبي الدولي، أكبر مبنى متصل في العالم، كأنه ناطحة سحاب فريدة من نوعها، يجمع بشكل غريب ما بين الحضارة والعراقة وما بين تصميمات المستقبل الواعد، الذي بلغت تكلفته حوالي مليار دولار، ويعتبر هو الحلبة الرئيسية التي تستضيف أغنى سباق للخيل في العالم وهو سباق دُبي للخيل العالمي، والذي يتم تنظيمه كل عام خلال شهر مارس.
المبني من الخارج مصنوع من الزجاج الخاص بحيث يضاء في الليل ليظهر بشكل متوهج فريد يتلألأ باللون الأخضر الأرجواني الرائع. أما من الداخل يتكون المبنى من فندق 6 نجوم به 285 غرفة، كما يوجد أعلى الفندق مسرح للعروض الفنية، ومتحف رائع وحمام سباحة ومرسى للسفن، كما يمكن للزوار وضيوف البطولة التسوق وشراء الهدايا النفيسة من متجر ميدان، والذي يوجد به كل المتعلقات الخاصة بسباقات الخيل، وهدايا تذكارية تحمل شعار بطولة دُبي للخيل، وملابس الفرسان وغيره.
طول منصة المبنى تصل إلى 1.6كيلو متر، بها مدرجات رئيسية سعة 60.000 متفرج، ويمكن أن تصل إلى 82 ألف متفرج، في حين يصل طول حلبة السباق إلى أكثر من 6 كيلو متر، وهذا ما يجعله أطول خط مستقيم مخصص لسباق خيول، كما يوجد بالمضمار أكبر شاشة عرض في العالم، يصل عرضها إلى 27 قدم، وطولها 353 قدم، لعرض احداث السباقات وما يحدث في الكواليس حتى يتسنى للمراهن العربي في أخذ الإختيار السليم للمراهنة على الخيل اون لاين.
يشمل مضمار ميدان لسباق الخيل حلبتين، واحدة رملية والأخرى عشبية، أما سباق دًبي الرئيسي فيتم على الحلبة الرملية، في حين يقام السباقات الثالثة والرابعة، والسابعة والثامنة أيضاً على الحلبة الرملية، التي تم تجهيزها لتكون بديلاً عن المسار الترابي الصناعي.
وعلق فرانك غابرييل الرئيس التنفيذي لسباق دُبي الدولي: "التقاليد والموروث الثقافي في البلاد لها علاقة بالهيبة و الوقار" وأضاف: "بجانب هذا الصرح العظيم، نحن صغار ما زالنا في سن السابعة عشر".
وأكمل غابرييل قائلاً: من العادي أن يكون هناك سباق للخيل، ولكن أن تحصل على أفضل وأغنى سباق خيول يتنافس به أجود الخيول في العالم وأفضل الفرسان، هو المطلوب وهو ما نجحنا في إنجازه".
ومن أشهر تعليقات الذين كانوا حاضرين سباق الخيل هذا العام، الفارسة الإيطالية فرانكي ديتوري التي تعتبر من أفضل الفارسات في العالم، والتي قالت: إن مضمار ميدان يشبه سفينة فضائية مثل التي نشاهدها في حرب النجوم" حيث نشاهد السحر الجنوني التقليدي في كنتاكي ديربي وتشرشل داونز كأنها عوالم منفصلة بذاتها، وهو ما جعله في مقدمة اهتمامات رهان الخيل عبر الإنترنت.
بينما قال الفارس رومانس وهو حامل لقب البطولة عام 2005: "من المستحيل شراء التاريخ. لن تشعر في أي مكان آخر ما تشعر به في مضمار دُبي من تقاليد وهيبة ووقار والذي تشعر به في كنتاكي ديربي".
تاريخ سباق دُبي العالمي للخيل
قامت دولة الإمارات المتحدة بتنظيم أول بطولة لسباقات الخيل في عام 1996، وكانت تقام على مضمار ند الشبا، وبالرغم من عمرها القصير، إلا أنها نجحت في أن تصبح منافس قوي لأعرق سباقات الخيول في العالم، حيث تم تصنيفه على أنه أغنى سباق خيل في العالم، حيث يقدم جوائز بإجمالي 27 مليون دولار، وذلك من خلال استثمارات بالمليارات يقوم بضخها كبار شيوخ الخليج العاشقين لهذا النوع من السباقات، من أجل أن يصبح هذا السباق الخليجي من أقوى وأشهر السباقات في العالم، في الوقت الذي تظهر فيه سباقات عريقة مثل سباق الولايات المتحدة بعض التقشف والاقتصاد في سباقاتهم.
يستمر سباق دُبي للخيل العالمي، الذي يعتبر أغنى سباق في العالم، لمدة 11 يوم، وتقدم للفائزين فيها جوائز مجموعها 27 مليون دولار، تشمل البطولة 9 سباقات تمهيدية، قيمة الجائزة في كل سباق منها مليون دولار، وفي أخر يوم سبت من شهر مارس يقام سباق رئيسي باسم (كأس دُبي العالمي)، يقدم للفائزين العشرة الأوائل به جوائز بمجموع 12 مليون دولار.
ينفق حاكم امارة دًبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بسخاء في سبيل أن يصبح سباق دُبي من أفضل السباقات العالمية، وفي هذا الصدد قال دايل رومانز الفارس الامريكي الذي حصل عام 2009 على جائزة أفضل مدرب في سباق الولايات المتحدة الامريكية: طوال السنوات التي عملت فيها في هذه المهنة، لم أرى أحد مثل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من جهة انفاقه وكرمه في سباقات الخيل".
وأشار رومانز إلى حاكم إمارة دُبي قائلاً: " أنه يولد ويربي سلالات عريقة من الخيل، ليس هذا فقط بل ويشترى منها، حتى يتنافس بها. أنه يفعل كل شيء! يسخر كل ما يملك من مال للانفاق على السباقات، بل وعلى استعداد لنشر الأموال حولها".
فيما تحدث رومانز عن مبنى مضمار ميدان، وهو المكان الذي يقيم به استعداداً للمنافسة في سباق دُبي للخيل قائلاً: كل ما به من طراز فائق الجودة، إنه على اعلى القمة". مضيفاً: " تصميم الفندق مستقبلي رائع، كل ما به مبتكر ومتفرد، نظيف ولامع مصنوع من الزجاج والمعدن"
أما بالنسبة لشغف الشعوب الخليجية بالخيول، قال الرئيس التنفيذي للبطولة غابرييل: " عندما يتعلق الأمر بالخيل، فأننا نتحدث عن شيء مهم جداً في حياة وثقافة الشعب الإماراتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام"، وأكمل قائلاً: الشعب هنا لديهم عشق كبير برياضة الفروسية ولديهم موروث ثقفي كبير، الأمر يتعلق بجمال الحصان".
الجدير بالذكر أنه منذ قرون طويلة يتم تنظيم سباقات الخيول العربية الأصيلة في دول الشرق الأوسط، وما يزيد من هذا عشق وشغف الشعوب العربية وخاصة في دول الخليج بالأحصنة، بينما بدأت في القرن السابع عشر في الدول الغربية بإحضار ثلاثة أحصنة من السلالة العربية إلى المملكة المتحدة البريطانية.
ويشهد سباق دًبي العالمي اهتمام وشهرة كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث يعتبر الأغلى عالمياً سواء من حيث الجوائز أو من حيث القيمة التسويقية، يتنافس فيه أفضل الفرسان في العالم مثل الإيطالية فرانكي ديتوري وجيري بيل الذي يعتبر أكثر فارس فوزاً في السباق، حيث فاز 4 مرات، ومن الغريب أنه لم ينجح أي جواد في الفوز مرتين في سباق دًبي العالمي.