مع انطلاق بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة فإن عشاق المستديرة على موعد مع المباريات يوميًا، وخاصة أن من هذه البطولة انطلق العديد من نجوم وعظماء الكرة ولعبوا يومًا، ومنهم مارادونا وميسي وبوغبا وهالاند، هاري كين وكاسياس… لذا فكلُّ الخبراء في المجال يتابعون المباريات عن قرب لاكتشاف مواهب جديدة ستلمع في الفرق والمنتخبات في المستقبل وستتصدر اسماءهم العناوين ليستقطبوا جمهور ومشجعين جدد للفريق فالعديد من المراهنين على الرياضة يتخذون بعين الاعتبار اللاعبين وموهبتهم قبل وضع أي رهان على الفريق وتلك هي احدى انجح الاستراتيجيات في مراهنات كرة القدم.
أعاد المنتخب التونسي إشعال آمال جماهيره في نجاحه في كأس العالم لكرة القدم للشباب (تحت 20 عامًا) المقامة حاليًّا في الأرجنتين، حيث تفوق بثلاثة أهداف دون رد على المنتخب العراقي في المباراة التي جرت مساء أمس الخميس ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الخامسة.
في بداية البطولة، تعرض المنتخب التونسي للهزيمة أمام المنتخب الإنجليزي بنتيجة صفر-1، إلا أنه تمكن من تحقيق الفوز على المنتخب العراقي ليضرب موعدًا مع المنتخب الأوروغواي في الجولة الثالثة للتنافس على بطاقة التأهل الثانية من المجموعة. وفي ترتيب المجموعة، يحتل المنتخب الإنجليزي المركز الأول بست نقاط، تليه كلٌ من المنتخب الأوروغواي والمنتخب التونسي بثلاث نقاط لكل فريق، بينما يتذيل المنتخب العراقي الترتيب بدون أي نقاط.
أحدث مواجهة عربية
جاءت الأهداف الثلاثة للمنتخب التونسي في الشوط الثاني من المباراة، حيث سجل يوسف سنانة وشيم الجبالي ومحمود غربال الأهداف في الدقائق 55 و57 و86 على التوالي، وأحرز غربال هدفه من ركلة جزاء. ورغم طرد اللاعب ريان النصراوي من صفوف المنتخب التونسي في الدقيقة 74، تمكن الفريق من تحقيق الفوز. وتُعتبر هذه المباراة الثالثة بين منتخبات عربية في تاريخ "كأس العالم FIFA للشباب تحت 20 سنة".
يجدر الإشارة إلى أن البطولة، التي بدأت في تونس عام 1977 واستضافتها فيما بعد السعودية وقطر والإمارات ومصر، تحمل تاريخًا مشرفًا يعكس الحضور العربي القوي، وقد شهدت مشاركات متميزة للمنتخبات العربية. ومن بين تلك المشاركات، تمكنت قطر من الوصول إلى المباراة النهائية عام 1981، وتأهلت مصر والعراق إلى نصف النهائي في الأعوام 2001 و 2013 على التوالي.
قطر 1995
في العام 1995، كانت نيجيريا تستعد لاستضافة بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، ولكن تفشّى وباء التهاب السحايا في البلاد مما أدى إلى نقل البطولة إلى دولة قطر كمضيف بديل. وبالتالي، حصل المنتخب القطري على مقعد تلقائي في المجموعة الأولى بجوار منتخبات البرازيل وروسيا وسوريا، وهذه المرة كانت الوحيدة التي تم فيها لقاء منتخبين آسيويين في نفس المجموعة.
قاد المدرب الروسي أناتولي بايداخني المنتخب السوري، الذي تأهل كبطل للقارة بعد فوزه في نهائي كأس آسيا تحت 20 عامًا على اليابان في إندونيسيا. وكان المنتخب السوري يضم في صفوفه مجموعة من المواهب الواعدة في كرة القدم مثل نادر جوخدار ونهاد البوشي وطارق جبّان. انطلقت قطر في البطولة بأداء مميز، حيث تعادلت مع المنتخب الروسي، بينما خسرت سوريا مباراتها الأولى أمام البرازيل بستة أهداف نظيفة.
وانتهت رحلة المنتخبين العربيين مبكرًا بالخروج من المجموعة بالمركزين الثالث والرابع على التوالي، بينما واصل منتخب البرازيل، الذي كان يواجههم في المجموعة، مشواره نحو النهائي قبل أن يخسر أمام غريمه التقليدي منتخب الأرجنتين.
تركيا 2013
في عام 2013، جاءت المواجهة العربية الثانية في بطولة كأس العالم للشباب بعد مرور 18 عامًا، حينما استضافت مدينة أنطاليا الساحلية في تركيا مجموعة الخامسة من البطولة، تأهل منتخب العراق، بقيادة المدرب الوطني حكيم شاكر، كوصيف لقارة آسيا، بينما وصلت مصر إلى البطولة كبطلة لقارة أفريقيا تحت إشراف المدرب ربيع ياسين.
كانت المباراة بين المنتخبين العربيين مصيرية لآمالهما في التأهل في الجولة الثانية من المجموعة. فقد خسر منتخب مصر مباراته الأولى أمام تشيلي بهدفين لهدف واحد سجله محمود عبد المنعم (كهربا). بينما تعادل منتخب العراق مع المنتخب الإنجليزي بهدفين لكل فريق، حيث سجل علي فايز وعلي عدنان هدفي المنتخب العراقي.
وفي الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الخامسة، شهدنا انتصارين عربيين مهمين. فقد تفوق المنتخب العراقي على منتخب تشيلي بهدفين سجلهما مهدي كامل وسيف سلمان. وفي المقابل، تغلبت منتخب مصر على منتخب إنجلترا بهدفين سجلهما تريزيجيه وكوكا. ومع ذلك، لم يكن الفوز المصري كافيًا لتعويض الخسارة في المباراتين السابقتين. وبذلك، تأهل المنتخب العراقي إلى الدور التالي كصاحب المركز الأول في المجموعة، بينما خرج منتخب مصر مع منتخب إنجلترا.
استمرت رحلة المنتخب العراقي في عام 2013 حتى دور نصف النهائي، بعد تحقيقه انتصارًا على منتخب باراغواي بنتيجة 1-0 في دور الستة عشر، وتفوقه على منتخب كوريا الجنوبية بركلات الترجيح في ربع النهائي. وبذلك، حقق المنتخب العراقي أفضل مشاركة في تاريخه في بطولة كأس العالم للشباب، وكانت إحدى أفضل نتائج المنتخبات العربية في البطولة.
يجدر بالذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد أعلن سحب حق استضافة إندونيسيا للنسخة الحالية من كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، وذلك بسبب رفضها المشاركة في المباريات التي تشمل منتخب إسرائيل لذا قررت الفيفا معاقبة اندونيسيا وتم سحب حق الاستضافة منها ونقلت الفيفا البطولة الى الارجنتين.